[center]
قال الباروديّ:
لَبَّيْكَ يَا دَاعِيَ الأَشْواقِ مِنْ داعِي أَسْمَعْتَ قَلْبِي وَإِنْ أَخْطَأْتَ أَسْمَاعِي
يا حبَّذا جُرعَة ٌ مِن ماءِ مَحنيـة ٍ وَضَجْعَة ٌ فَوْقَ بَرْدِ الرَّمْلِ بِالْقَاعِ!
وَنَسْمَة ٌ كَشَمِيمِ الْخُلْدِ قَدْ حَمَلـَتْ رَيَّـا الأَزَاهِيرِ مِنْ مَيتٍ وَأَجْرَاعِ
يا هَل أرانِى بِذاكَ الحى ِّ مُجتَمِعاً بأهلِ وُدِّى من قومى وأشياعِى ؟
وهَل أسوقُ جَوادِى لِلطّرادِ إلى صَيْدٍ الْجَآذِرِ فِي خَضْرَاءَ مِمْرَاعِ؟
مَنـَازِلٌ كُنْتُ مِنْهَا فِي بُلَهْنِيَـة ٍ مُمَتَّـعاً بَيْنَ غِلْمَـانِي وَأَتْبَـاعِي
يَخْشَى الْبَلِيغُ لِسَانِي قَبْلَ بَادِرَتِي ويُرعَدُ الجيشُ باسمِى قَبلَ إيقاعِى
فَالْيَوْمَ أَصْبَحْتُ لاَ سَهْمِي بِذِي صَرَدٍ إِذَا رَمَيْـتُ، وَلاَ سَيْفِي بقَطَّـاعِ
أَبِيتُ فِي قُنَّة ٍ قَنْوَاءَ قَدْ بَلَغـَتْ هامَ السِّمـاكِ ، وفاتَتهُ بِأبـواعِ
أَظَـلُّ فِيهَا غَرِيبَ الدَّارِ مُبْتَئِساً نابِىَ المضاجعِ من همٍّ وأوجـاعِ
لا فى " سرنديبَ " خِلٌّ أستعينُ بهِ عَلَى الْهُمُومِ إِذَا هَاجَتْ، وَلاَ رَاعِي
لَكنَّنِى مالِكٌ حَزمِى ، ومُنتَظِـرٌ أَمْراً مِنَ اللَّهِ يَشْفِي برْحَ أَوْجَاعِي
فَإِنْ يَكُنْ سَاءَنِي دَهْرِي، وَغَادَرَنِي رَهْنَ الأَسَى بَيْنَ جَدْبٍ بَعْدَ إِمْرَاعِ
فَإنَّ فى مِصرَ إخواناً يَسُرُّهمُ قُرْبِي، وَيُعْجِبُهُمْ نَظْمِـي وَإِبْدَاعِي
لأسئلة :
أ - البناء الفكريّ: (09نقاط )
1. في الأَبياتِ الستَّةِ الأُولى حقلٌ معجميٌّ بارز. استخرج ما يدل عليه من النّص ؟ و وضّح كيفَ أَسهم في رسْمِ الأَجواءِ المحيطةِ بالشّاعر؟
2. ما الذي أهاج مشاعر الشاعر في بداية القصيدة ؟
3. ماذا يتمنّى الشاعر؟ وهل تجد أمنيته قابلة للتّحقيق ؟ لماذا ؟
4. صوّر الشاعر حالتين ، حدّدهما و بيّن دلالتهما النّفسيّة.
5. حدِّدِ النّمطَ المهَيْمنَ على النّصِّ داعمًا إِجابتَك بثلاثة مؤشِّراتٍ معزَّزةٍ بالشواهد.
6. لخّص مضمون الأبيات الخمسة الأولى.
ب- البناء اللّغويّ: (08نقاط)
1. حدّد دلالة «إن» في البيت 13 ، و بيّن علاقتها بالبيت الأخير.
2. بيّن المحل الإعرابيّ للجمل التي تحتها سطر.
3. وضّح وظيفة »لكن« في قوله : » لكنَّنِى مالِكٌ حَزمِى « مبيّنا علاقتها الدلاليّة بالمشتق بعدها.
4. ما نوع الأسلوب الوارد في البيت الرابع؟ وما غرضه؟
5. استخرج صورتين بيانيتين، ثم اشرحهما مبيِّنًا ما تكشفانه من حالةِ الشّاعر ِالنّفسيَّةِ.
6. قطِّع البيتَ ِالأوّل وسمِّ بحرَهُ.
7. في النّصِّ ملامحُ كلاسيكيّةٌ بارزةٌ. اذكرْ ثلاثة منها مقرونةً بالشواهدِ.
ج - التّقويم النّقديّ
03نقاط)
برع الباروديّ في الموسيقى الدّاخلية لترجمة حالته النّفسيّ. حدّد مفهوم هذا النّوع من الموسيقى ممثّلا له من النّصّ.
نموذج الإجابة وسلّم التّنقيط
محاور الموضوع عناصر الإجابة العلامة
مجزّأة المجموع
أ
1. هو الحقل المعجميّ الدال على الماضي السعيد. رسم جوّ التوق والحنين إلى الوطن والأهل.( انتقاء عيّنة من الألفاظ والعبارات من النّصّ).
2. الذي أهاج مشاعر الشاعر هو الشوق والحنين إلى الوطن.
3. يتمنّى الشّاعر العودة إلى الوطن وذلك بعيد المنال لأنّ الشّاعر في منفاه.
4. يصّور الشاعر حاله قبل المنفى ( النعيم)، وفي المنفى بسرنديب ( البؤس والشّقاء) .
5. النّمط المهيمن على النّصّ هو الوصفيّ، ومن مؤشّراته النّعوت، الإضافات، التشبيهات، ظروف الزّمان والمكان، الألوان، وصف الطبيعة، الدّلالة الزمنيّة للفعل (المضارع)...
6. التلخيص: يراعى فيه ما يلي: احترام تقنية التلخيص ـ سلامة الفهم ـ جمال أسلوب التلميذ وسلامة لغته.
1. «إن» الشرطية تدلّ على حدوث الفعل على وجه الإمكان لا الثبوت. تربط بين البيت 13 والبيت الأخير الّذي هو جواب للشرط .
2. هاجت: جملة فعلية في محل جر مضاف إليه.
يسرهم: جملة فعلية في محل نصب نعت.
3. «لكن» رابط يدل على الاستدراك، علاقته الدّلالية هي أنّ اسم الفاعل يدل على الفاعلية بعد أن كان الشّاعر مسلوبا في منفاه.
4. أسلوب إنشائيّ وهو استفهام غرضه التمنّي.
5. استخراج صور بيانيّة ( التّشبيه ، الكناية ، الاستعارة). وبيان مدى ترجمتها لنفسية الشّاعر بين الماضي والحاضر.
6. القصيدة من بحر البسيط.
7. الملامح الكلاسيكيّة منها
رصانة اللّغة، حسن الاستهلال، اعتماد الخيال الحسيّ، التزام الوزن الواحد والقافية الموحدة...)
الموسيقى االدّاخلية هي تناغم اللّغة فيما بينها في حروفها وألفاظها وعباراتها بحيث توحي فتؤثّر ليستجيب القارئ.
التمثيل لذلك من النّصّ.